المخيّم
وهو الموضع الذي نصب فيه الإمام الحسين عليه السلام خيام أهل البيت
بعد الوصول إلى كربلاء، وإقامه في بقعة بعيدة عن الماء تحيط بها سلسلة ممدودة
وربوات تبدأ من الشمال الشرقي متّصلة بموضع باب السدرة في الشمال، وهكذا إلى الباب
الزينبي إلى جهة الغرب، ثم تنحدر إلى موضع باب القبلة من جهة الجنوب. وكانت هذه
التلال تشكّل للناظرين نصف دائرة. ونصب الخيام في موضع بعيد عن رمي سهام العدو(حياة الإمام الحسين 93:3) .
وقد نصبت خيمة العقيلة زينب خلف الحسين عليه السلام، ونصبت على جانبي
خيام النساء والأطفال خيام شبان بني هاشم.
والخيام التي نصبت كان بعضها لسكن الأشخاص وبعضها الآخر للمتاع
والماء والعُدد.
كانت خيام الأصحاب معزولة عن خيام أهل البيت وبني هاشم. وقد ضربت
مجمل الخيام على هيئة الهلال
متقاربة غير متفرقة أو متباعدة من أجل سهولة الدفاع عنها. وحفروا خلف الخيام
خندقاً حتّى لا تهاجم من الخلف. وجعلت بعض الخيام للسلاح أو النظافة.
و في غداة يوم عاشوراء ذهب بعض الأصحاب ليطلي بالنورة. ومنهم برير بن
خضير وعبدالرحمن بن عبد ربه اللذين تضاحكا استبشاراً وفرحاً(عوالم الإمام الحسين:245) .
جعلت الخيام يوم عاشوراء على الشكل التالي: خيمة القيادة، خيمة
الإسعاف، خيمة الماء والسقاية، خيمة الشهداء، خيمة المتاع، خيمة النظافة، خيمة
الدفاع(تستخدم للدفاع فقط)، خيمة السجّاد، خيمة الأنصار، خيمة بني هاشم، خيمة
العيال، خيمة العقيلة زينب.
بعد استشهاد الحسين عليه السلام هجم العدو على خيام عياله ونهبها
وأحرقها. وكانت أجساد القتلى يؤتى بها من ساحة المعركة إلى مقابل المخيم.
"إن المخيم الحالي الذي يقع في الجنوب الغربي من الحائر الحسيني
من المرجّح عندنا أنه من الأبنية التي ابتدعها مدحت باشا من أجل ضيافة السلطان
ناصر الدين شاه وعساكره وحاشيته. ويؤكد بعض الثقاة أن عبدا لمؤمن الدده تولى بناء
غرفة في هذا المكان لتكون رمزاً لمخيّم الحسين"(تراث كربلاء:112).