التكية

 

 ( وتسمى أيضا في بعض البلدان باسم : الحسينية أو المأتم .(المترجم)) .

   هي محل إقامة العزاء على سيد الشهداء وخاصّة في أيام محرم . ومثل هذا المكان له حرمته وقداسته الخاصة ، ولكن لا تنطبق عليه الأحكام الخاصة بالمساجد . ومعنى هذا ان دخولها لا يشتمل على القيود الخاصة بدخول المساجد .

     " التكية هي القاعدة المعنوية الثانية بعد المسجد لدى المسلمين وخاصة الشيعة ، وهو الموضع الذي يقيمون فيه شعائر الحزن والمآتم على سيد الشهداء وأنصاره الأوفياء . لقد امتزج مفهوم التكية مع العزاء والتعزية ، حتى لم يعد بالإمكان فصلهما عن بعضهما . يبدو أن التعزية قد ظهرت بعد واقعة عاشوراء لإبراز أحداثها المروعة بأسلوب يثير الحزن والأسى ، ولها صلة بتقليد العروض القديمة التي كانت سائدة في عهد البيشاداديين " ( كتاب : "تاريخ تكايا وعزاداري قم" :69) .

  

  يؤكد النص المار ذكره على أنّ التكية هي الموضع المخصص لإقامة العزاء على الحسين . وقد أشار آخرون إلى هذا الرأي أيضا وأكدوا على هذا الجانب عند الحديث عن قدمها التاريخي، ومن جملة ذلك نورد النص التالي :

     " هي الموضع الآمن الذي يرتاده الفقراء والمسافرون للإقامة فيه مؤقتا وبشكل مجّاني . وكان حراسها وحماتها من الشبان الغيارى الذين لهم آداب وتقاليد خاصة ورد شرحها في "فتوت نامة" . وإذا تجاوزنا هذا، فإنّ التكايا الشعبية كانت قائمة لإجراء العزاء على سيّد الشهداء فيها ، وفي وسط التكية موضع مرتفع يرتقيه قرّاء العزاء الذين يثيرون مشاعر المشاركين .

  

  تحوّلت التكية شيئا فشيئا إلى موضع لإقامة العزاء ، ثم أصبحت منذ عهد ناصر الدين شاه فما تلاه موضعا لإجراء العروض الدينية بشكل رسمي ، وفي أغلب التكايا يضربون خيمة كبيرة حسب ما يقتضيه الفصل فوقها لتصبح بمثابة السقف لها . وينشرون فيها أقمشة سوداء عليها أشعار في رثاء الشهداء . ويعلقون في مكان بارز منها لافتة تحمل اسم التكية وعلامتها وشكلها الخاص . ولكل تكية علمها الذي يميزها عن سائر التكايا .

 

    تقام أكثر التكايا على المعابر وطرق تردد المارة ، ولها مدخلان تمر منهما القوافل، والتشابيه ، ومجاميع العزاء وبُني في كل تكية موضع لماء الشرب يسمى  "سقّا خانه " تخليدا لذكرى عطش سيد الشهداء .

 

وفي العصور المتأخرة صارت تبنى إلى جانب التكايا أماكن باسم " الحسينية " و"الزينبية" ، أو أن التكية تبدل اسمها إلى " الحسينية " (مجلة "كيهان فرهنكى"، السنة العاشرة، العدد 3 ص 29 و30) ، وقد يبادر أهالي مدينة من المدن المقدسة كمشهد والنجف وكربلاء إلى بناء حسينيات لينتفع منها على الغالب الناس الذين يزورون تلك المدن .

 

     يرى البعض ان ظهور التكية في مقابل المراكز الدينية المرتبطة بالخلافة أو الحكومات غير الشرعية إنما جاء لغرض إنشاء قاعدة لاتباع النهضة الحسينية بعيدا عن سلطة الحكام . أدت التكية والحسينية إلى إيجاد مراكز مناوئة للحكومة .