بقلمي : في رحاب وفاة الرسول الأعظم محمد (ص)
مرسل: الخميس فبراير 11, 2010 8:08 am
في رحاب وفاة الرسول الأعظم محمد (ص)
قال رسول الله (ص) : " ما أوذي نبي مثلما أوذيت" ... كلمات تحمل في طياتها قلب كبير لرسول عظيم حمل عناء ومشقة وظلم كل من لم يعرف حقه كنبي مرسل من الله تبارك وتعالى وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، ولكن يراد من الناس أن تتحمل ولو جزء يسير من عبء الرسالة النبوية الخالدة . فما دور هذه الأجيال ومن سيأتي بعدها في تخفيف هذا العناء الذي تخلت عنه الأجيال الماضية ؟؟
ما أوذي .. "ما" نافية تنفي بالقطع بأن لا مثيل لنبي قد سبق خاتم الرسالات محمد (ص) في تحمله للأذى في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله . وإننا هنا لنستعرض سريعا بعض المواقف التي ألمت وآلمت الرسول في حياته منذ إعلانه وبحزم وثبات بأنه يحمل رسالة سماوية لخير البشر ولن يتخلى عنها أبدا حتى لو وضع الناس الشمس في يمينه والقمر عن يساره وما قابله الناس الجهلاء من قلب معاد ونفاق قد أرهق قلبه الكبير . مكوثه لفترة ثلاثة عشر سنة منذ بعثته في مكة المكرمة وبعدها هجرته إلى المدينة المنورة فيما يقارب عشر سنوات إلى حين عودته ثانية إلى مكة المكرمة حملت الكثير من الآلام وخوضه الكثير من الحروب التي لم يبدأها المسلمون أبدا وإنما دفاعا عن صون لدين ينادي بالتوحيد في مقابل تعددية الديانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
لقد كـّـرس الرسول الأكرم محمد (ص) حياته الشريفة في تهذيب النفوس التي كانت خاوية من معاني التوحيد والمحبة والتعاون وإخراجهم من الظلمات إلى النور بفضل قلة قليلة من المسلمين الصافية قلوبهم قد عملوا على نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة من منابعها متمثلين في أهل بيته الأطهار وصحابته الأبرار .
وها هي لحظة الفراق الأبدي قد حانت وله من العمر 63 عاما في كلمة قد قالها (ص) حين جاءه ملك الموت مستأذنا وقابضا لروحه الطاهرة : "شــّدد علـّـي سكرات الموت وخفف عن أمتي" .. فكيف تأثيرها على مسامعنا ؟؟
دائما وأبدا هناك فريقان في معركة الحياة ( فريق يستمر وفريق يتوقف ) ولكن توقف الفريق قد أنتج الكثير من الويلات على البشرية من عدم التزامهم بوصاياه الشريفة التي طالما نادى بها في حياته وعلى رأسها تعيينه الإمام علي بن أبي طالب (ع) خليفة على المسلمين بنص ٍ من الله لرسوله وتعهدا من المسلمين بالتنفيذ .. ولكن ما لبث أن استمر الأذى على رسول البشرية حتى من بعد وفاته ليتم إبعاد الولي الشرعي ليظهر البعض نفاقهم علانية بعد أن كان ضامرا في نفوسهم طوال فترة صحبتهم وجلوسهم واستماعهم لأقوال النبي و وصاياه السديدة . فتقف ابنته سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (ع) من بعد وفاته مخاطبة القوم ومذكرة إياهم بما جاء الله به في محكم كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين" . صدق الله العلــّي العظيم . (سورة آل عمران، الآية: 144) ... ولكن قلة هم الذين ثبتوا على الصراط والكثير ممن تعثرت أقدامهم وسقطوا في نزوات الدنيا الفانية ..
فلندع تلك القلة المنكرة والجاحدة حق محمد وآل محمد جانبا ..لنستنهض بعضنا بعض في المحافظة على ذلك الدين القيــّم بإتباعنا للحق وإن قل سالكوه ونؤدي حق الرسالة بالتمسك بالعترة الطاهرة كما قال (ص) : "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علــّي الحوض" .
نجدد العزاء عاما بعد عام في ذكرى وفاة رسول البشرية وخاتم الأنبياء محمد (ص) ونواسي مولانا صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج) بهذا المصاب الجلل ونهتف قائلين " إننا منتظرون ظهورك المبارك .. فمتى يكون ؟؟؟؟؟ "
ماذا على من شم تربة أحمد .. أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علــّي مصائب لو أنها .. صبت على الأيام صرن لياليا
قل للمغــّيب تحت أطباق الثرى .. إن كنت تسمع صرختي وندائيا
قد كنت ذات حمىً بظل محمد .. لا أخشى من ضيم وكان حمى ليا
فاليوم أخضع لذليل واتقي ضيمي .. وأدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمرية في ليلها شجنا .. على غصن بكيت صباحيا
فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي .. ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا
صبت علــّي مصائب لو أنها .. صبت على الأيام صرن لياليا
قل للمغــّيب تحت أطباق الثرى .. إن كنت تسمع صرختي وندائيا
قد كنت ذات حمىً بظل محمد .. لا أخشى من ضيم وكان حمى ليا
فاليوم أخضع لذليل واتقي ضيمي .. وأدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمرية في ليلها شجنا .. على غصن بكيت صباحيا
فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي .. ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا