أسد الله .. وأسد رسوله (حمزة بن عبد المطلب - رض)
تطل علينا في منتصف شهر شوال ذكرى مؤلمة ( ولكن للأسف ربما في زحمة حياتنا المعيشية تأتي وتذهب دونما ذكر (إلا ما قـّل وندر) .
فلنرجع بذاكرتنا إلى السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة لنستلهم منها الكثير من العبر والمعاني عندما خر صريعا على وجه الأرض عم الرسول الأعظم محمد (ص) حمزة بن عبد المطلب بن عبد مناف (الملقب بأسد الله وأسد رسوله) .
تذكر المصادر بأن حمزة (رض) ولد قبل ولادة الرسول (ص) بسنتين وقيل بأربع سنوات وكان من القلة الأوائل الذي آمنوا بنبوة الرسول (ص) عند بدء الدعوة الإسلامية المباركة .
كان حمزة (رض) معروفا بشجاعته في الحروب ومدافعا قويا في وجه كل من يعترض سبيل الرسول (ص) وطريقه . فقد روي أنه يوما كان عائدا من قنص وعند عودته علم بأن أبا جهل (لعنه الله) قد تصدى للرسول (ص) وأمر غلمانه أن يحثوا التراب والقاذورات على وجه وملابس الرسول (ص) .. فقام من فوره مسرعا إلى أبي جهل مخاطبا إياه "هل أنت من أمر بفعل هذا ؟" فقال نعم .. فقام وألقى القاذورات عليه دون أن يحرك أحدا ساكنا من قريش لعلمهم بما سيصنع بهم إن اعترضوا طريقه ومن حينها أعلن إسلامه أمام القوم من بعد أن كان خافيا عليهم .
حمل حمزة (رض) لواء الرسول (ص) في معركة بدر الكبرى سنة 2 هجرية وأبلى فيها بلاءا حسنا وقد قتل من صناديد قريش الكثير بنصر من الله للمسلمين في أول معركة إسلامية على وجه الأرض بقيـادة الرسول (ص) وأصحابه المخلصين ، فأوجد في نفوس هؤلاء المشركين الحقد والضغينة ... وكانوا ينتهزون الفرصة تلو الأخرى للقضاء عليه .
ويأتي نداء الشهادة سريعا في السنة الثالثة للهجرة المباركة ليتقابل المسلمين المنتصرين في غزوة بدر الكبرى ثانية مع قريش المستمرين في إيذائهم للرسول (ص) وأصحابه في غزوة أحد التي ابتدأت وانتصفت بنصر المسلمين ولكن ما برحت أن انتهت بهزيمة المسلمين وذلك لمخالفة البعض لأوامر الرسول (ص) وانشغالهم بأخذ الغنائم المادية الدنيوية الزائلة دون الاكتراث بما يمليه الواجب الديني عليهم من إطاعة لله ورسوله وإتباع أوامره فيما يعود على المسلمين بالنصر المؤزر . وبانقلاب الموازين لصالح قريش تأتي الأنباء للرسول (ص) باستشهاد عمه حمزة (رض) على يد وحشي الحبشي (العبد الموعود بالعتق من العبودية عندما يغتال حمزة) غدرا ومن دون مواجهة بضربة حربة موجهة له لتستقر في أسفل بطنه (رض) وتأتي هند (لعنة الله عليها) لتشفي غليلها من ذلك البطل لتبقر كبده لتأكلها ولكنها لم تستسغ طعمها (بتشريف من الله لذلك الشهيد) فلفظتها .
وحسبنا قول الرسول (ص) في عمه حمزة (رض) : "من أتى مكة حاجا و لم يزرني بالمدينة فقد جفاني... ومن زارني ولم يزر عمي حمزة فقد جفاني .. ومن جفاني جفوته يوم القيامة" .
فكيف لا نعزي ونواسي الرسول في مثل هذا اليوم الحزين ؟؟
فسلام عليك في يوم شهادتك المباركة يا عم الرسول .. يا فاعل الخيرات .. يا ذابا .. يا مانعا عن وجه رسول الله وعظـّم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجلل .
بقلم : أم سيد يوسف
*******************************************
معذرة للتقصير إن صدر مني بخصوص المعلومات التي جمعتها من خلال مطالعاتي المتواضعة .. فإن كان لديكم أي اضافات أو تعليق لإثراء محتوى الموضوع .. فلا تبخلوا بها على القراء جميعا .
تحياتي .. نسألكم الدعاء

