أين نحن من مسير موكب الإباء هذه الأيام ؟؟؟
لقد عشنا نحن وكل منصف لآل البيت (ع) فترة طهارة قلب وصفاء نية وحضور مكثف في مجالس الذكر لإحياء شعائر واقعة الطف .. نسأل الله قبول اليسير من الأعمال والعفو عن الكثير .
هناك شعور ما زال قائما تحدثنا به نفوسنا بأننا لا نزال نسير مع موكب الإباء من أهل البيت (ع) الذين قـُـتلت رجالهم وذبُــحت أطفالهم وسُــبيت نساءهم لا لذنب اقترفوه ، ولكن لحق اتبعوه ورفضوا أن يحيدوا عن الصراط المستقيم في قبالة قلوب لم تعرف الرحمة ولا في نفوس خيـّرة ، بل على العكس أظهرت البغضاء لمحمد وآل محمد بقتلهم سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين والصفوة الطاهرة من أهل بيته وأصحابه (ع) .
وإذا تأملنا هذا الموكب المبارك فسنجده يتكون من نساء وأطفال يقودهم القتلة لأحبتهم زجرا وضربا وتنكيلا . ومن بينهم الإمام السجاد وعمته زينب الكبرى عليهما السلام اللذان بصبرهما وتحملهما العبء الأكبر لتلك الآلام لم يتوقفا عن النصح وتوضيح حقيقة واقعة الطف لكل من مر بهم في تلك الرحلة المشئومة انطلاقا من كربلاء ومرورا بالكوفة وغيرها من المدن إلى أن وصلوا الشام التي كانت أكثر المحطات شماتة وتصغيرا لمكانة أهل البيت (ع) بوازع من يزيد (لع) وجلاوزته الأشقياء .
تنفك القيود عن الأيدي ويبقى الحزن في القلوب ومع بداية إمامة السجاد (ع) من بعد مقتل أبيه الإمام الحسين (ع) يبدأ فصل جديد من الصراع لإسكات الحق ، فينطلق (عليه السلام) في توجيه الناس إلى الهداية عن طريق الدعاء الذي كان له الأثر الكبير في نفوس الناس امتثالا لقول الله عـّز وجل " ادعوني أستجب لكم " .
تذكر المصادر بأن جمعا من العلماء في فترة إمامة الإمام السجاد (ع) قد اجتمعوا في البيت الحرام وعند الكعبة المشرفة يطلبون الاستسقاء لشح الأمطار في تلك السنة ، ولكن لم تسقط قطرة مطر واحدة ،، فاستغربوا من ذلك ، وإذا بالإمام (ع) يأتي نحو الكعبة المشرفة ليسأل ما الخبر ، فأخبروه بالحادثة ، فقال (ع) ألا يوجد بينكم أحد يسأل الله فيجيبه ؟؟ فقالوا لا .. عند ئذ سجد (ع) وقال : اللهم بحق حبك لي ( ولم يقل بحبي لك ) لأنه يعرف بأنه (ع) يحب الله .. ولكن سأل الله بحبه له أن ينــّزل عليهم المطر ، فاستجاب الله دعاؤه في الحال .
فحريّ بنا أن نتمسك بالدعاء والتوسل إلى الله في طلب حوائجنا وقضائها .. ببركة فضائل أهل البيت وما أنعموا علينا به من توجيه ونصح لخير دنيانا وآخرتنا .
السلام عليك يا سيد الساجدين ، أيها الإمام المسموم المقتول ، لعن الله من ظلم حقكم واستخف بحرمتكم .. اللهم العنهم لعنا وبيلا .
بقلم : أم سيد يوسف