نحن .. ومجالسنا

خاص لكتابات الأعضاء الكرام يحوي كل كتاباتهم في جميع المجالات
أضف رد جديد
أم سيد يوسف
عضو جديد
مشاركات: 937
اشترك في: الجمعة مارس 13, 2009 12:31 pm

نحن .. ومجالسنا

مشاركة بواسطة أم سيد يوسف »

نحن ... ومجالسنا

قال رسول الله (ص) من بدأ بالكلام قبل السلام .. فلا تجيبوه .

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ربما تكون هذه الكلمات البسيطة مقدمة لبدء حديث ممتع وبداية تعارف بين طرفين أو أكثر في لقاء عابر أو مجلس منعقد . وما أجمل اللحظات التي يلتقي ويجلس فيها الإنسان بمن يأنس قلبه به سواء كان حاضرا في بلده أم ملتقيا بأحد معارفه أو أصدقائه أو حتى ممن يصادفهم لأول مرة في سفر ما . ولكن هل سألنا أنفسنا يوما ما ، هل لهذه المجالس من آداب وأحكام ؟؟ ومن نجالس ؟؟ وكيف لنا أن نعقد هذه المجالس فيما بيننا حتى ننعم بجلسات مفيدة فكريا وممتعة روحيا ؟؟؟

فلنرجع بذاكرتنا إلى صدر الإسلام عندما كان رسول الرحمة محمد (ص) جالسا وجليسا مع قومه وأصحابه ، فالبعض منهم كان يشير عليه بأن يقتصر في جلوسه مع سادة قريش وأغنيائها فقط دون مجالسة من كانوا في نظرهم فقراء على أساس قلة مال وجاه أو نسب عائلي أو لون حسب نظرتهم الدنيوية . ولكنه (ص) أبى ألا يكون لهذا التمييز بين البشر والنظرة المتعالية حيزا ومكانا بين المسلمين كما قال تعالى في محكم كتابه العزيز "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" صدق الله العليّ العظيم .

الإنسان اجتماعي بطبعه ولا يستطيع أن يعيش وحيدا ولو لفترة محدودة لأنه لو تخلّف عن مشاركته في أفراح وأحزان مع من يعيش معهم ، فإنه حتما سيكون في أشد الحاجة إليهم عند طلبه لمعاشه ، فلذا يتوجب عليه أن يلتقي بهم . والعالم اليوم أصبح قرية صغيرة مترامية الأطراف فأنت في بلدك تلتقي بجنسيات مختلفة من المسلمين وغير المسلمين وتتحدث معهم ، ولكن كيف يكون حديثك معهم ؟؟؟

كلنا يشتاق ويطلب المزيد من المدح وبالخصوص بحضور الآخرين ، فلذا يجب علينا أن نجعل من كلامنا ما قل ودّل ومن دون غيبة أو نميمة على أحد حتى لا نتعرض لنفس الموقف في دنيانا .. ونقف في يوم القيامة بين يدي الخالق محاسبين على فعلتنا هذه .

اختيار المجالس أمر يتوجب علينا أن نلتفت إليه أيضا ، لقول الإمام علي (ع) لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره .

المكوث في المجلس بمقدار الضرورة وبقصد أداء الواجب يجب أن يكون نصب أعيننا بحيث لا نقع في كلامنا بين الهرج والمرج وعدم الفائدة ولكن لو استطعنا تحويل مجالسنا الاعتيادية لمجالس الذكر فسنكون بذلك قد استثمرنا أوقاتنا فيما ينفعنا في الدين والدنيا .

ونحن نتجاذب أطراف الحديث فيما بيننا لا ننسى بأن الرسول محمد (ص) قد اتخذ من المسجد بالإضافة إلى كونه بيت من بيوت الله لأداء العبادة فهو أيضا كان بمثابة تعلم العلوم بشتى أنواعها الدينية منها والدنيوية والأخلاقية . وقد تواصلت الجهود الحثيثة على أيدي أئمة أهل البيت (ع) لتطبيق نفس المنهج .

وقد انبثقت على أيدي محبي محمد وآل محمد مجالس الذكر وبالخصوص فيما يتعلق بإحياء أفراح وأحزان أهل البيت (ع) وفي مقدمتهم إقامة عزاء سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) من خلال المنبر الحسيني الذي يتجدد بذكرهم (عليهم السلام) على أرض هذه المعمورة في كل وقت وزمان .. فها هو الإمام الصادق (ع) يسأل أحد أصحابه "فضيل" بقوله : "تجلسون ، وتتحدثون ؟ فقال : نعم جعلت فداك ، فقال (ع) : "إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا ، من ذكرنا ، أو ذُكرنا عنده ، وخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه" .

وكما بدأنا مجلسنا بالسلام نختمه بأجمل الكلام على لسان خير الأنام الرسول الأعظم محمد (ص) مخاطبا قومه : "ارتعوا في رياض الجنة .. قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال: مجالس الذكر .
اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك .. ويتحقق ذلك بالاستغفار فيما صدر عنا بقول غير مقصود وبنية احتمال الوقوع في الخطأ .
بقلم : أم سيد يوسف
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

رد: نحن .. ومجالسنا

مشاركة بواسطة بربغي »

بارك الله بلأنامل التي كتبت وأحسنت ما كتبت

اختي بارك الله بهذا القلم المعطاء وأتمنى لكم مزيدا من الرقي والتقدم

موضوع غاية في الجمال ومفيد جدا

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
لك مني أجمل تحية .
أضف رد جديد

العودة إلى ”ركن اقلام الاعضاء“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد