الشاعر دعبل الخزاعي (رض)

لكل صور المراجع والعلماء والخطباء وسيرتهم وتراجمتهم وكل المعالم الإسلامية من صور وتاريخ وتراث
أضف رد جديد
أم سيد يوسف
عضو جديد
مشاركات: 937
اشترك في: الجمعة مارس 13, 2009 12:31 pm

الشاعر دعبل الخزاعي (رض)

مشاركة بواسطة أم سيد يوسف »

الشاعر دعبل الخزاعي ( رحمه الله )

( 148 هـ ـ 246 هـ )

اسمه ونسبه :

دعبل بن علي بن رزين ، وينتهي نسبه إلى قبيلة خزاعة .

ولادته ونشأته :ولد في سنة ( 148هـ ) ، وقيل غير ذلك ، أصله من الكوفة على ما جاء في كثير من المصادر .

وقد كان أبوه وجده وأخواه من الشعراء ، وكانت أكثر إقامته في بغداد ، ثم خرج منها هارباً وعاد إليها ، كما أنه سافر إلى البصرة ، ودمشق ، ومصر ، والحجاز ، والرَّي ، وخراسان .

أقوال العلماء فيه :

نذكر منها ما يلي :

1ـ قال البحتري : دعبل بن علي أَشعَرُ عندي من مسلم بن الوليد ( أستاذ دعبل ) ، فقيل له كيف ذلك ؟ قال : لأن كلام دعبل أدخل في كلام العرب من كلام مسلم ، ومذهبه أشبه بمذاهبهم .

2ـ قال محمد بن القاسم بن مهرويه : سمعت أبي يقول : خُتم الشعر بدعبل .

3ـ قال المرزباني : كان دعبل شاعراً مجيدا .ً

4ـ قال صاحب كتاب مجالس المؤمنين : دعبل بن علي الخزاعي له فضل وبلاغة زيادة عن الوصف ، وكان متكلماً أديباً ، شاعراً عالماً .فإذن كان دعبل الخزاعي شاعراً ، فصيحاً ، ومتفنناً في فنون الشعر ، مادحاً لاذع الهجاء للملوك والأمراء .

ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) :

كان دعبل شديد الموالاة لآل البيت ( عليهم السلام ) ، متجاهراً في ذلك ، متعرضاً بالهجاء لكل من يناوؤهم ، وقد تحمَّل في سبيل ذلك كثيراً من المتاعب ، واضطر إلى عبور الصحاري والفلوات هرباً ممن هجاهم من الخلفاء .

هجاؤه لبعض الملوك :

مدح دعبل الملوك والأمراء وأخذ جوائزهم ، كما هجا جملة منهم ، ويتهمه البعض بأن هجاءه للملوك يكون بعد مدحهم ، وهذا منه قلَّة وفاء ، والصحيح ليس كذلك ، وإنما كان هجاء دعبل لسوء عقيدته فيهم ، وذلك بسبب إساءتهم للأئمة ( عليهم السلام ) الذي أخلص لهم .

فإنه كوفيُّ المنبت ، والكوفة منبع التشيع ، وهو خزاعيُّ النَّسب ، وخزاعة كانت معروفة بالتشيع لآل البيت ( عليهم السلام ) بعد الإسلام .
فَرُوِيَ أنَّه : قيل لدعبل : لماذا تهجو من تخشى سطوته ؟ قال : أنا أحمل خشبي على ظهري منذ خمسين سنة ، فلا أجد من يصلبني عليها ، وهذا دليل جرأته وإقدامه على هجاء من يستحق الهجاء في نظره ، ولو أدَّى ذلك إلى الصَّلب .يقول دعبل الخزاعي عندما كان في البصرة ولما جاءه خبر موت المعتصم وقيام الواثق مكانه :

الحمدُ للهِ لا صَبـرٌ وَلا جَلَدُ
وَلا عزاء إذَا أهلُ البَلا رَقَدُوا
خليفةٌ ماتَ لمْ يحزنْ لُه أَحدٌ
وآخرٌ قَامَ لـم يفرحْ بِهِ أحـدٌ

وقال في زمن المأمون وهو يهجو الرشيد الذي قد دفن إلى قدمي الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) :
قَبرانِ في طوسِ خيـرِ الخَلقِ كُلِّهِمُ
وقبـرُ شـرِّهِمُ هـذا مـن العبـرِ
ما ينفع الرِّجس من قُربِ الزَّكيِّ وما
على الزَّكي بقرب الرِّجس من ضَررِ

مؤلفاته :

نذكر منها ما يلي :

1 - كتاب طبقات الشعراء .

2 - كتاب الواحد في مثالب العرب ومناقبها .

3 - ديوان شعره ، وهو مفقود كما فقد غيره من نفائس الدواويين ، ومما يدلُّ على كثرة شعر دعبل ما روي في كتاب الأغاني عنه أنه قال : مكثت ستين سنة ليس من يومٍ ذر شارقه إلا وأنا أقول فيه شعراً .

وفاته :

استشهد ظلماً وعدواناً عام 246 هـ ، وأختلف في مقتله فمنهم من قال : أنه هجا الخليفة العباسي المعتصم فقتله ، وقيل : أُغتيل في منطقة السوس بعد أن هجا ابن طوّق التغلبي .

دعبل والإمام الرضا عليه السلام

دخل دعبل الخزاعي ( رحمه الله ) على الإمام الرضا ( عليه السلام ) بمرو ، فقال له : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة ، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .فقال ( عليه السلام ) : ( هاتها )
فأنشده : مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ عن تلاوة
ومنزل وحيٍ مُقفِرُ العرصاتِ

فلما بلغ إلى قوله : أَرى فَيئَهُم في غيرهم متقسِّماً
وأيدِيهِمُ من فَيئِهِم صُفُراتِ

بكى الإمام الرضا ( عليه السلام ) وقال له : ( صدقتَ يا خزاعي ) .فلما بلغ إلى قوله : إذا وَتَروا مَدُّوا إلى واتِرِيِهُمُ
أَكُفّاً عن الأوتار منقبضاتِ

جعل الإمام ( عليه السلام ) يُقَلِّبُ كفَّيه ويقول : ( أجل والله منقبضات ) . فلما بلغ إلى قوله : لقد خفتُ في الدنيا وأيام سَعيها
وإنِّي لأرجُو الأمنَ بعد وفاتي

قال الإمام ( عليه السلام ) : ( آمَنَك الله يوم الفزع الأكبر ) . فلما انتهى إلى قوله :

وَقبرٌ بِبَغدادٍ لنفس زكيةٍ
تَضَمَّنَهَا الرحمَنُ في الغرفاتِ

قال له الإمام ( عليه السلام ) : ( أفلا أُلحِقُ لك بهذا الموضع بيتين بِهِمَا تمامُ قصيدتِكَ ) ؟، فقال دِعبل : بلى يا ابن رسول الله .فقال الإمام ( عليه السلام ) : وَقَبرٌ بِطُوسٍ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ

توقّد بِالأحشَاءِ في الحُرُقَاتِ
إِلى الحَشرِ حَتَّى يَبعثُ اللهُ قَائِماً

فقال دعبل : يا ابن رسول الله ، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟!!

فقال ( عليه السلام ) : ( قبري ، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له ) .

ثم نهض الإمام ( عليه السلام ) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة ، وأمره أن لا يبرح من موضعه ، ودخل الدار فأرسل له بيد الخادم صرَّة فيها مائة دينار .فقال دعبل : والله ما لهذا جئت ، ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء يصل إليَّ ، وردَّ الصرَّة .وسأل ثوباً من ثياب الإمام ( عليه السلام ) ليتبرَّك ويتشرَّف به .فأنفذ إليه الإمام ( عليه السلام ) جُبَّةَ خزٍّ مع الصرَّة ، فأخذ دعبل الصرَّة والجُبَّة وانصرف .
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

رحمك الله يا شاعر أهل البيت

أحسنتي أختي وبارك الله بك

تحياتي لك
مــــلاك
عضو جديد
مشاركات: 135
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2010 8:24 pm

مشاركة بواسطة مــــلاك »

بسم الله الرحمن الرحيم


نعم ، هذا هو الشاعر دعبل الخزاعي المولاي لأهل البيت رضي الله عنه

بارك الله فيكِ أختي أم سيد يوسف

في ميزان أعمالكِ
خادم الشيعة
عضو جديد
مشاركات: 332
اشترك في: الاثنين نوفمبر 21, 2011 12:52 am

مشاركة بواسطة خادم الشيعة »

نوالي من والوا ونعادي من عادوا...
أضف رد جديد

العودة إلى ”معالم وعلماء“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين فقط