بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على آل البيت الهداة الميامين واللعن الدائم على أعدائهم وغاصبي حقوقهم من الآن إلى قيام يوم الدين
نكمل ما بدأناه.....
وإن من هذه الخطوات هي التأمل في هذا الكون العظيم والتفكر في خالقه عز وجل ، خذ عزيزي القاريء نفسا عميقا ووقت خاص بذهن صاف وتأمل ما حولك من المخلوقات ،تمتع بأدق تفاصيل الجمال والإبداع ، ستجد أنها كلها صفحات مطوية أيضا داخل نفسك كما يقول مولانا أمير المؤمنين
في أبياته : (أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر، وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر) ، فلنمعن النظر في هذه الكلمات نجدها تشير إلى ما نقصده حرفيا، إلى إن كل ما في هذا الكون فهو موجود فينا ، فلنأخذ مثال بسيط ، أنظر إلى هذه الأنهار التي تشق طريقها في بقاع الأرض ألا تشبه أوعيتك الدمويه؟ وأنظر إلى تلك الأملاح في الصخور والتربه أليست نفسها الأملاح الموجوده في جسمنا؟ نعم هذا بالنسبة للماديات فقط ، والآن ألم تتساءل يوما وأنت تنظر إلى السماء كيف لهذه السحب البيضاء الخفيفه أن تقاوم قوة الجاذبيه الهائله التي في الأرض؟ ألا يفترض بك أن تكون أنت أيها الإنسان من تتمتع بهذه الميزه كونك أعلى رتبة من الجمادات ؟ فلا يمكن لشيء أن يقيدك ، إن هذه الصفات هي صفات الروح حيث لا يقيدها شيء ولا يمنعها شيء ، ولكننا للأسف قيدناها بالماديات والكثافات فصار الجسد مسيطرا عليها بدل أن تكون هي المسيطره على الجسد ، ومع ذلك فهناك أمثله كثيره لأناس استعادوا سيطرة الروح على الجسد ، ومثال على ذلك حكاية رواها مولانا المقدس ميرزا حسن الإحقاقي في هذا المجال فيقول : عن ملك لتركستان وهي دولة في شمال إيران في التواريخ السابقه يسمى بإبراهيم الأدهم وقد كان إنسانا عابدا ومقيما لصلاة الليل، وفي يوم من الأيام سمع إبراهيم صوت صيحه على سطح القصر فصعد ليستكشف الأمر ،ولما صعد وجد أعرابيا فقال له : مالذي أتى بك إلى سطح داري أيها الأعرابي؟ فقال الأعرابي: إن ناقتي ضلت في الصحراء فأتيت أطلبها من سطح القصر، فتعجب إبراهيم وقال : ناقتك ضلت في فأتيت تبحث عنها هنا!! زقد كان ذلك تنبيها وإلهاما لإبراهيم فقال في نفسه: كيف لهذه الناقه وهي حيوان ان تكون لها القدره على هذا التنقل وأنا الإنسان لا أستطيع؟! ، وما إن أصبح الصباح حتى ذهب لأمه وقال لها : يا أماه إني متنازل عن السلطنه لك وهذه الأموال والثروة كلها لك وسأذهب لأعتكف وأتعبد بعيدا عن هذه الملذات، وبالفعل مضت الأيام والشهور الطويله ، وفي يوم من الأيام كان بعض من الجنود يسيرون قرب النهر فوجدوا إبراهيم جالس على النهر وثيابه رثه وبيده إبره يرقع بها ثوبه، فذهبوا لأمه الملكه وقالوا لها لقد وجدنا إبراهيم ، فأمرت بالجنود وذهبت لنفس المكان وقالت له : يا إبراهيم أتركت المال والسلطه لتجلس هنا بهذه الثياب وترقع ثوبك؟ فالتفت لها وقال لها : يا أماه ليس هذه بسلطنه ، فرمى بالإبرة في النهر وقال لأمه: أأمري جنودك كي يحضروا الإبره، فقالت : واسوأتاه لقد جن إبراهيم ، فكيف أأمرهم بإحضارها وقد انغمست في الطين بقاع النهر، فالتف وقال أيتها الأسماك ناوليني إبرتي، فأخت الأسماك تتحرك وتطفو فوق سطح الماء وإذا بسمكة صغيره أتت لإبراهيم وفي فمها الإبره ، فقال إبراهيم: يا أماه إن هذه هي السلطنه.
ومن الأمثلة أيضا صاحب مولانا
جابر ابن يزيد الجعفي ، فهاهو إنسان بسيط لكنه ملك الأرض والحيوان وعلم الغيب أيضا، والكثير الكثير من الأمثله ، وكما يقول مولانا رسول الله صلوات الله عليه وآله: ( العبوديه جوهرة كنهها الربوبيه) ، فهؤلاء أناس عاديون وصلوا لأعلى المراتب بالعباده الحقيقيه وهي المعرفه ،فأصبح لهم الحكم والسيطره في كل شيء، ولكن يجب أن نشيرإلى أن من يصل لهذا المقام فهو غير ملتفت لهذه الماديات بل يسعى لما هو أعلى من الدنيا والسيطره على ما فيها ، يسعى لأن يكون حرا طليقا في الملكوت الأعلى، ومن كان حرا في ذلك العالم كان ملكا في هذا العالم ، وكل ما ذكرناه من خطوات وأمور تؤدي للسيطره على النفس وكبت جموحها ، ولأن يكون الإنسان أهلا ومستعدا لأن يقابل إمام زمانه فيستمد منه مباشره ، فيصبح بذلك إنسانا نورانيا ذو قابليه واسعه، ويصبح أداة لهم عليهم السلام تنشر فضائلهم وعلومهم ، والآن أيها القاريء الكريم تعلق أكثر بساداتك ومواليك ، وتفكر في آلاء الله والكون العظيم كي ترجع إلى مبدأك الأعلى صافيا خاليا من أي كثافات تعيق رؤيتك لمولانا صاحب الزمان 
.
ذلك وصلى الله على سيدنا محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين
م ن
وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على آل البيت الهداة الميامين واللعن الدائم على أعدائهم وغاصبي حقوقهم من الآن إلى قيام يوم الدين
نكمل ما بدأناه.....
وإن من هذه الخطوات هي التأمل في هذا الكون العظيم والتفكر في خالقه عز وجل ، خذ عزيزي القاريء نفسا عميقا ووقت خاص بذهن صاف وتأمل ما حولك من المخلوقات ،تمتع بأدق تفاصيل الجمال والإبداع ، ستجد أنها كلها صفحات مطوية أيضا داخل نفسك كما يقول مولانا أمير المؤمنين
في أبياته : (أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر، وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر) ، فلنمعن النظر في هذه الكلمات نجدها تشير إلى ما نقصده حرفيا، إلى إن كل ما في هذا الكون فهو موجود فينا ، فلنأخذ مثال بسيط ، أنظر إلى هذه الأنهار التي تشق طريقها في بقاع الأرض ألا تشبه أوعيتك الدمويه؟ وأنظر إلى تلك الأملاح في الصخور والتربه أليست نفسها الأملاح الموجوده في جسمنا؟ نعم هذا بالنسبة للماديات فقط ، والآن ألم تتساءل يوما وأنت تنظر إلى السماء كيف لهذه السحب البيضاء الخفيفه أن تقاوم قوة الجاذبيه الهائله التي في الأرض؟ ألا يفترض بك أن تكون أنت أيها الإنسان من تتمتع بهذه الميزه كونك أعلى رتبة من الجمادات ؟ فلا يمكن لشيء أن يقيدك ، إن هذه الصفات هي صفات الروح حيث لا يقيدها شيء ولا يمنعها شيء ، ولكننا للأسف قيدناها بالماديات والكثافات فصار الجسد مسيطرا عليها بدل أن تكون هي المسيطره على الجسد ، ومع ذلك فهناك أمثله كثيره لأناس استعادوا سيطرة الروح على الجسد ، ومثال على ذلك حكاية رواها مولانا المقدس ميرزا حسن الإحقاقي في هذا المجال فيقول : عن ملك لتركستان وهي دولة في شمال إيران في التواريخ السابقه يسمى بإبراهيم الأدهم وقد كان إنسانا عابدا ومقيما لصلاة الليل، وفي يوم من الأيام سمع إبراهيم صوت صيحه على سطح القصر فصعد ليستكشف الأمر ،ولما صعد وجد أعرابيا فقال له : مالذي أتى بك إلى سطح داري أيها الأعرابي؟ فقال الأعرابي: إن ناقتي ضلت في الصحراء فأتيت أطلبها من سطح القصر، فتعجب إبراهيم وقال : ناقتك ضلت في فأتيت تبحث عنها هنا!! زقد كان ذلك تنبيها وإلهاما لإبراهيم فقال في نفسه: كيف لهذه الناقه وهي حيوان ان تكون لها القدره على هذا التنقل وأنا الإنسان لا أستطيع؟! ، وما إن أصبح الصباح حتى ذهب لأمه وقال لها : يا أماه إني متنازل عن السلطنه لك وهذه الأموال والثروة كلها لك وسأذهب لأعتكف وأتعبد بعيدا عن هذه الملذات، وبالفعل مضت الأيام والشهور الطويله ، وفي يوم من الأيام كان بعض من الجنود يسيرون قرب النهر فوجدوا إبراهيم جالس على النهر وثيابه رثه وبيده إبره يرقع بها ثوبه، فذهبوا لأمه الملكه وقالوا لها لقد وجدنا إبراهيم ، فأمرت بالجنود وذهبت لنفس المكان وقالت له : يا إبراهيم أتركت المال والسلطه لتجلس هنا بهذه الثياب وترقع ثوبك؟ فالتفت لها وقال لها : يا أماه ليس هذه بسلطنه ، فرمى بالإبرة في النهر وقال لأمه: أأمري جنودك كي يحضروا الإبره، فقالت : واسوأتاه لقد جن إبراهيم ، فكيف أأمرهم بإحضارها وقد انغمست في الطين بقاع النهر، فالتف وقال أيتها الأسماك ناوليني إبرتي، فأخت الأسماك تتحرك وتطفو فوق سطح الماء وإذا بسمكة صغيره أتت لإبراهيم وفي فمها الإبره ، فقال إبراهيم: يا أماه إن هذه هي السلطنه.ومن الأمثلة أيضا صاحب مولانا
جابر ابن يزيد الجعفي ، فهاهو إنسان بسيط لكنه ملك الأرض والحيوان وعلم الغيب أيضا، والكثير الكثير من الأمثله ، وكما يقول مولانا رسول الله صلوات الله عليه وآله: ( العبوديه جوهرة كنهها الربوبيه) ، فهؤلاء أناس عاديون وصلوا لأعلى المراتب بالعباده الحقيقيه وهي المعرفه ،فأصبح لهم الحكم والسيطره في كل شيء، ولكن يجب أن نشيرإلى أن من يصل لهذا المقام فهو غير ملتفت لهذه الماديات بل يسعى لما هو أعلى من الدنيا والسيطره على ما فيها ، يسعى لأن يكون حرا طليقا في الملكوت الأعلى، ومن كان حرا في ذلك العالم كان ملكا في هذا العالم ، وكل ما ذكرناه من خطوات وأمور تؤدي للسيطره على النفس وكبت جموحها ، ولأن يكون الإنسان أهلا ومستعدا لأن يقابل إمام زمانه فيستمد منه مباشره ، فيصبح بذلك إنسانا نورانيا ذو قابليه واسعه، ويصبح أداة لهم عليهم السلام تنشر فضائلهم وعلومهم ، والآن أيها القاريء الكريم تعلق أكثر بساداتك ومواليك ، وتفكر في آلاء الله والكون العظيم كي ترجع إلى مبدأك الأعلى صافيا خاليا من أي كثافات تعيق رؤيتك لمولانا صاحب الزمان .ذلك وصلى الله على سيدنا محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين
م ن
