الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

خاصة بمواضيع المتعلقة بالطفل
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

مشاركة بواسطة مراقب »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على صاحب الدعوة المحمدية والشجاعة الحيدرية والصلابة الحسنية والاستقامة الحسينية والعبادة السجادية والمآثر الباقرية والآثار الجعفرية والعلوم الكاظمية والحجج الرضوية والفضائل الجوادية والأنوار الهادية والهيبة العسكرية والحجة الإلهية.

اهتم النبي (ص) اهتماماً كبيراً بتربية الأطفال تربية سليمة، باعتبارهم اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وبالتالي لابد من الاهتمام بهذه اللبنة كي يُبنى المجتمع على أسس قوية وصلبة.
ومن خلال قراءة السيرة النبوية المباركة، ووصايا النبي (ص) بالأطفال، يمكننا الإشارة إلى أهم الأساليب والوسائل المثلى في تربية الأطفال تربية صحيحة في النقاط التالية:
1- زرع بذور التدين في شخصية الطفل:
من المهم للغاية في تربية الأطفال هو غرس القيم الدينية والأخلاقية في شخصياتهم، وذلك بشرح القضايا الدينية بصورة بسيطة كي يمكن للأطفال استيعابها، كما أن من الضروري تربية الأطفال على الأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة حتى يمكن تنشئة جيل متدين وخلوق.
ولأن الدين هو منبع الفضائل الأخلاقية، والقيم الإنسانية الراقية، فلذلك يجب أن نغرس الدين في نفوس أطفالنا، ونجعلهم يفتخرون بالانتماء إليه، والشعور بالحب تجاه كل ماله صلة به.
ومن أجل غرس الدين في نفوس الأطفال يجب اصطحابهم إلى أماكن العبادة والذكر،ومراكز الثقافـة والفكر، وكذلك توجيههم نحو الالتزام بالقيم والتعاليم الدينية منذ الصغر. فقد روي عن النبي (ص) قوله: (علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع) وذلك من أجل الالتزام بالواجبات الدينية منذ مرحلة الطفولة حتى يشب عليها عندما يكون قد بلغ مرحلة التكليف الشرعي.
إن تعليم الطفل على الصلاة والصيام، وكذلك تربيته على الآداب والأخلاق الفاضلة منذ الصغر هو أفضل أسلوب لتهذيب نفسه، وتزكية روحه، وبناء شخصيته.



2- تعويد الطفل على العادات الحسنة:

يجب تعويد الطفل على العادات الحسنة حتى تكون جزءاً من شخصيته العامة، والعادات الحسنة كثيرة كالالتزام بالمواعيد، واحترام الكبار، والصدق في الحديث، والاهتمام بالنظافة، والتعود علــى القراءة والمطالعة... الخ.

و من العادات الحسنة أيضاً إفشاء السلام، وقد كان نبينا (ص) يسلم على الجميع بما فيهم الأطفال، فعن أنس بن مالك قال: (إن رسول الله(ص) مَرَّعلى صبيان فسلّم عليهم وهو مغذٍ) .

وذكر بعضهم في تعداد صفات النبي(ص): (إنه كان يسلم على الصغير والكبير) وعن الإمام الصادق (ع) عن آبائه عن النبي (ص) قال: (خمس لست بتاركهن حتى الممات... وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي) .

و لبدء الطفل بالسلام أثران نفسيان: فهو يقوي في نفس المسلم صفة التواضع وخصلة الخلق الفاضل، ويحيي في الطفل الشخصية الرصينة والإرادة المستقلة. إذ أن الطفل الذي يجد الكبار يسلمون عليه ويحترمونه بهذا الأسلوب يصدق بكفاءته وأهليته للاحترام، ويطمئن منذ الصغر إلى أن المجتمع يعتبره إنساناً ويعيره الناس اهتماماً لا بأس به.

فعلى الراغبين في اتباع سنة الرسول الأعظم (ص) أن يبدأوا الأطفال بالسلام، كي يركّزوا في نفوسهم خصلة التواضع، ويحيوا شخصيات الأطفال ويدفعوهم إلى طريق التربية السليمة.وإذا سَلَّم الطفل على الكبار فعليهم أن يردوا سلامه حتى يشعر بالتقدير والاحترام، ويلتزم الطفل منذ صغره به، إذ هو أحد السنن المؤكدة في أخلاقيات الإسلام.

ومن الخطأ الفاحش تجاهل رد السلام على الطفل -كما يحدث أحياناً- لأن ذلك يزرع في شخصيته الشعور بالمهانة والدونية والاحتقار.

وتعويد الطفل على العادات الحسنة يجعله يتعود عليها حتى عندما يكبر، فمن الصعب على الإنسان أن يترك أية عادة قد تعود عليها منذ نعومة أظفاره، وهذا يحقق له شخصية محترمة وناجحة عندما يصبح شاباً. أما عندما يتعود الطفل على العادات السيئة فإنه سوف يشب عليها، وتتحول إلى جزء من شخصيته، وهذا مايؤدي به إلى الفشل وربما التعاسة والشقاء في حياته.


3- توفير الدفء العاطفي:

يحتاج الطفل إلى الحب والعطف والحنان من والديه كما يحتاج إلى الطعام والشراب، فالغذاء العاطفي (الحب والعطف والحنان) ضروري جداً لبناء شخصية سوية غير مضطربة ولا قلقة؛ فالطفل الذي يتلقى الحب والعطف والحنان يشعر براحة نفسية وتكامل في الشخصية، في حين أن من يفقد الحب والعطف يصاب بعقد نفسية خطيرة.

فقد قال رسول الله(ص): (أحبوا الصبيان وارحموهم) وعنه أيضاً(ص) قال: (من قبَّل ولده كتب الله عز وجل له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة)

وروي أن رسول الله (ص) - لما قبل الحسن والحسين (ع) فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحداً منهم -: ما عليَّ إن نزع الله الرحمة منك!

وروي: كان رسول الله (ص) يقبل الحسن والحسين فقال عيينة - وفي رواية غيره: الأقرع بن حابس -: إن لي عشرة ما قبلت واحداً منهم قط، فقال(ص): من لا يرحم لا يرحم. وفي رواية حفص الفراء: فغضب رسول الله(ص) حتى التمع لونه وقال للرجل: إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك! من لم يرحم صغيرنا ولم يعزز كبيرنا فليس منا.

ويعلمنا النبي (ص) أيضاً أهمية توفير الدفء العاطفي للأطفال،فقد روى الليث بن سعد: أن النبي كان يصلي يوماً في فئة والحسين صغير بالقرب منه وكان النبي إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره ثم حرك رجليه وقال: حل حل، وإذا أراد رسول الله أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى جانبه فإذا سجد عاد على ظهره وقال: حل حل، فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبي من صلاته فقال يهودي: يا محمد إنكم لتفعلون بالصبيان شيئاً ما نفعله نحن، فقال النبي: أما لو كنتم تؤمنون بالله وبرسوله لرحمتم الصبيان، قال فإني أؤمن بالله وبرسوله، فأسلم لما رأى كرمه من عظم قدره.

ومن عطف النبي (ص) على الأطفال أنه كان(ص) يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة، أو يسميه، فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله، فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول (ص) لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله، ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده.

وهذا يدل على أهمية توفير الحب والعطف والحنان للأطفال، إذ أن لذلك أثراً بالغاً في تكامل شخصية الطفل، وفي زيادة الثقة بالنفس، وفي تفتح القدرات العقلية ونموها، وفي خلق التوازن في نفسية الطفل، واستقرار الحالة الأخلاقية لديه.

وإذا كان الحب والعطف ضرورياً لنمو روح الطفل وتكامل شخصيته، إلا أن الإفراط فيه له أضـرار كثيرة على الطفل؛ من أهمها الإعجاب الزائد بالنفس، وتزايد حالة الغرور، وعدم القدرة على تحمل المسؤوليات، والتصرف بميوعة غير لائقة... الخ.

والمطلوب هو التوازن في الحب والعطف والحنان، فالنقص في تغذية الطفل بذلك كزيادته مــضر بشخصيته، فلا شيء كالاعتدال في الحب والعطف والحنان يساهم في تحقيق التربية المتوازنة في حياة الطفل.
صورة العضو الرمزية
أبوعلي
مشاركات: 3698
اشترك في: الاثنين ديسمبر 18, 2006 7:36 pm

مشاركة بواسطة أبوعلي »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


شكرا أخي مراقب
صورة
حيدر
مشاركات: 1099
اشترك في: الثلاثاء يناير 16, 2007 2:34 pm

مشاركة بواسطة حيدر »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
صورة
الجارح
عضو جديد
مشاركات: 1171
اشترك في: السبت ديسمبر 08, 2007 5:20 pm

رد: الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

مشاركة بواسطة الجارح »

بسم الله الرحمن الرحيم


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
حيدرية بهواها
مشاركات: 525
اشترك في: الثلاثاء يناير 08, 2008 1:01 am

رد: الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

مشاركة بواسطة حيدرية بهواها »

اللهم صلِ على صاحب الدعوة المحمدية والشجاعة الحيدرية والصلابة الحسنية والاستقامة الحسينية والعبادة السجادية والمآثر الباقرية والآثار الجعفرية والعلوم الكاظمية والحجج الرضوية والفضائل الجوادية والأنوار الهادية والهيبة العسكرية والحجة الإلهية.


اخيتي الغالية

مراقب

اخترتي فطرحتي ثم أبدعتي
لكِ جزيل الشكر والتقدير
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

مشاركة بواسطة مراقب »

[rainbow]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على صاحب الدعوة المحمدية والشجاعة الحيدرية والصلابة الحسنية والاستقامة الحسينية والعبادة السجادية والمآثر الباقرية والآثار الجعفرية والعلوم الكاظمية والحجج الرضوية والفضائل الجوادية والأنوار الهادية والهيبة العسكرية والحجة الإلهية[/rainbow].



أبو علي

حيدر

الجارح


حيدريه بهواها


اشكر مروركم الكريم ولا حرمني الله منه
صورةصورةصورة
صورة
مواليه وافتخر
عضو جديد
مشاركات: 208
اشترك في: الثلاثاء مارس 11, 2008 12:20 pm

رد: الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

مشاركة بواسطة مواليه وافتخر »

مشكور أخوي على الموضوع الجميل
أبو مهدي
عضو جديد
مشاركات: 1191
اشترك في: الاثنين يوليو 09, 2007 12:20 am

رد: الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

مشاركة بواسطة أبو مهدي »

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أبو مهدي
عضو جديد
مشاركات: 1191
اشترك في: الاثنين يوليو 09, 2007 12:20 am

رد: الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

مشاركة بواسطة أبو مهدي »

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك


لك مني أجمل تحية




أبو مهدي
الفرج أيها المهدي
مشاركات: 731
اشترك في: الاثنين مارس 31, 2008 5:42 pm

رد: الرسول الأعظم والتعامل مع الأطفال

مشاركة بواسطة الفرج أيها المهدي »

موضوع متميز يا الغالي

وتسلم على هذا الموضوع

صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الطفل“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد