مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني

[موقع الرضيع (ع)]

مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني
تراجم لشهداء مسيرة طويلة من التضحيات

عماد علو
اكاديمي
الكتاب: مقاتل الطالبيين
المؤلف: ابي فرج الاصبهاني
سنة النشر :313 ه

تكّون الكتب التاريخية نسبة عالية من مؤلفات وثقافة الشعوب الإسلامية وهي تعكس اثر التاريخ في الحضارة الإسلامية. ولقد أصبحت كتب التاريخ في عصر العباسيين الذهبي من أعظم نواحي النهضة الإسلامية تقدما (انظر فرانز روزنثال علم التاريخ عند المسلمين تر د.صالح احمد العلي ط.مكتبة المثني بغداد ص 267) ويعد كتاب (مقاتل الطالبيين ) لأبي الفرج الاصبهاني احد أضخم المؤلفات التاريخية التي عرفتها اللغة العربية والتي ترجم فيه أبو الفرج جميع الشهداء الطالبيين أي من كان من ذرية عبد المطلب بن عبد مناف ، منذ عصر النبوة إلي الوقت الذي ألف فيه أبو الفرج كتابه في عام (313 هـ ) سواء" كان المترجم له قتيل الحرب أو صريع السم في السلم وسواء أكان مهلكه في السجن ، أم في مهربه أثناء تواريه من السلطان " كما أوضح أبو الفرج هذا المعني في مقدمة الكتاب . وأبو الفرج الاصبهاني هو علي بن الحسين بن محمد بن احمد بن الهيثم بن عبد الرحمنابن مروان بن عبد الله بن مروان المعروف بالحمار آخر خلفاء الدولة الأموية في الشام . وقد ولد في مدينة اصبهان سنة (284 هـ / 897 م )، ومن هنا لحقته النسبة إلي هذه المدينة ، مع انه لم ينشأ بها ، وإنما نشأ في مدينة بغداد وجعلها موطنا له ، وتوفي فيها سنة( 356هـ/ 956 م). وكان أبو الفرج ذا شخصية ثقافية متعددة الجوانب كثيرة المعارف .
وعرف أبو الفرج لدي القراء والباحثين بكتابه المشهور (الأغاني)، ويوصف هذا الكتاب من أجل الموسوعات الأدبية وأعظمها غناء وثروة وقيمة. وقد رأي ابن الأثير في كتابه الكامل في ميل أبي الفرج الاصبهاني للطالبيين مدعاة للاستغراب و العجب! مع كل ما عرفه التاريخ من ألوان العداء ثم الخصومة السياسية والدينية التي اشتجرت نيرانها طويلا بين الأمويين والعلويين . وفي الواقع أن مساحة حرية الرأي والتسامح وعمق الوعي في تلك الحقبة من تاريخ الدولة العربية الإسلامية أكدت حقيقة مفادها أن العقيدة لا دخل لها في نسب المرء أيا كان هذا النسب. فمهما كان العداء التقليدي بين شيعة الأمويين وشيعة العلويين متين الأسباب طويل الآماد ، فهو لا يحول أبدا" دون أن نجد بين الفريقين من يعطف احدهما علي الآخر . ولقد رأينا في الأمويين أكثر من واحد لا يري رأي أهله ولا يعتقد عقيدة قبيله ومن أبرزهم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز . وأبو الفرج في تصويره لاستشهاد الطالبيين في واقعة ألطف المشؤوم عام (61هـ ) وعلي رأسهم سيدنا الإمام الحسين(عليه السلام) بوصفه شيخ الطالبيين وعرضه لتراجمهم وتقديمه لمناقبهم وفضائلهم في كتابه (مقاتل الطالبيين) ، لا يري في مصائبهم إلا كل فضيلة ومجد ، بل يراهم دائما يسلكون سبيل الحق في نهضاتهم ضد الدولة الأموية ، مع أن خلفاء هذه الدولة هم آباؤه الذين لا ينكر أبو الفرج نسبته إليهم .
ويبدأ أبو الفرج بذكر خبر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام ) واستشهاده وذلك لمنزلته وعلو شأنه فيذكر في ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) انه(يكني أبا عبد الله ، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله . وكان مولده لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة وقتل يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدي وستين من الهجرة وكانت سنه يوم قتل ستا وخمسين سنة ). ومن ثم بدأ أبو الفرج الاصبهاني بسياقه مقاتل الطالبيين ممن شهد واقعة ألطف المشؤوم مع الحسين (عليه السلام) رضوان الله عليهم وصلواته بقوله ( فمنهم مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليه السلام ) وهو أول من قتل من أصحاب الحسين بن علي ( عليه السلام ) . وأمه أم ولد يقال لها (علية) وكان عقيل إشتراها من الشام فولدت له مسلما ولا عقب له) . ثم يذكر ( وعلي بن الحسين وهو علي الأكبر ولا عقب له ، ويكني أبا الحسن ، وأمه ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ). وقد ولد علي بن الحسين " ع " في خلافة عثمان(رض) وإياه عني معاوية في الخبر بقوله ( من أحق الناس بهذا الأمر ؟ قالوا : أنت قال : لا ، أولي الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي ، جده رسول الله - صلي الله عليه وآله - وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف) وكان أول شهيد من ولد أبي طالب مع الحسين(عليه السلام) يوم ألطف ابنه علي الأكبر (عليه السلام) وكان قد أخذ يشد علي الناس وهو يقول :
أنا علي بن الحسين بن علي
نحن وبيت الله أولي بالنبي
من شبث ذاك ومن شمر الدني
أضربكم بالسيف حتي يلتوي
ضرب غلام هاشمي علوي
ولا أزال اليوم احمي عن أبي
والله لا يحكم فينا ابن الدعي
. ثم يذكر أبي الفرج استشهاد(عبد الله بن علي بن أبي طالب " ع " وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيل ..... ويذكر ابو الفرج قول سيدنا العباس بن علي(ع) لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي ( تقدم بين يدي حتي أراك واحتسبك فانه لا ولد لك فتقدم بين يديه وشد عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي ( لعنه الله ) فقتله) . وقتل عبد الله بن علي بن أبي طالب ( ع ) وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له ). ثم يذكر الاصبهاني استشهاد(جعفر بن علي بن أبي طالب(ع) وأمه أم البنين أيضا ). ويذكر إن خولي بن يزيد الاصبحي ( لعنه الله ) قتل جعفر بن علي بن أبي طالب(ع) ، وهو ابن تسع عشرة سنة . ثم يذكر أبو الفرج استشهاد (عثمان بن علي بن أبي طالب (ع ) وأمه أم البنين أيضا) .وقتله أيضا خولي بن يزيد( لعنه الله ) بعد أن (رمي عثمان بن علي(ع ) بسهم فأوهطه وشد عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله وهو ابن إحدي وعشرين سنة وحز رأسه. ثم يأتي أبو الفرج علي ذكر استشهاد سيدنا (العباس بن علي بن أبي طالب (ع) ويكني أبا الفضل. وأمه أم البنين أيضا وهو أكبر ولدها وهو آخر من قتل من إخوته لامه وأبيه ) وفي العباس بن علي ( عليه السلام ) يقول الشاعر :
أحق الناس أن يبكي عليه
فتي أبكي الحسين بكربلاء
أخوه وابن والده علي
أبو الفضل المضرج بالدماء
وكان العباس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض وكان يقال له . قمر بني هاشم . وكان لواء الحسين بن علي ( عليه السلام ) معه يوم قتل . ويذكر أبو الفرج أن زيد ابن رقاد الجني وحكيم بن الطفيل الطائي قتلا العباس بن علي (عليه السلام) . ثم يذكر أبو الفرج الاصبهاني استشهاد (محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وأمه أم ولد ، و أن رجلا من تميم من بني أبان بن دارم قتله - رضوان الله عليه - ولعن الله قاتله .ثم يذكر استشهاد( أبو بكر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وأمه ليلي بنت مسعود وأن رجلا من همدان قتله . وذكر ألمدائني أنه وجد في ساقية مقتولا لا يدري من قتله. وينفي الاصبهاني مقتل كل من إبراهيم بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) و عبيد الله ابن علي (عليه السلام ) مع الحسين ، ويؤكد أن عبيد الله بن علي(عليه السلام) قتل يوم واقعة المدار ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة. ثم يأتي أبو فرج علي ذكر استشهاد( أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وأمه أم ولد. ثم ذكر استشهاد (القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وهو أخو أبي بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه وأمه.وقد نقل إلينا أبو الفرج الاصبهاني وصفا دقيقا لمأساة استشهاد القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام )بقوله((...عن حميد بن مسلم قال : خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر في يده السيف وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ، ما أنس أنها اليسري فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الازدي : والله لأشدن عليه ، فقلت له : سبحان الله وما تريد إلي ذلك ، يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب قال والله لأشدن عليه فما ولي وجهه حتي ضرب رأس الغلام بالسيف فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عماه . قال : فو الله لتجلي الحسين كما يتجلي الصقر ثم شد شدة الليث إذا غضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق ثم تنحي عنه وحملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها وجالت فتوطأته فلم يرم حتي مات . لعنه الله وأخزاه - فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين علي رأس الغلام وهو يفحص برجليه وحسين يقول : بعدا لقوم قتلوك خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم )ثم قال : عز علي عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته يوم كثر واتره ، وقل ناصره ثم احتمله علي صدره وكأني أنظر إلي رجلي الغلام تخطان في الأرض حتي ألقاه مع ابنه علي ابن الحسين فسألت عن الغلام فقالوا : هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين)) .
ثم يأتي أبو الفرج الاصبهاني علي ذكر استشهاد (عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وأمه بنت السليل بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي . وقيل : إنه أمه أم ولد . و يذكران حرملة بن كاهل الاسدي قتله ). ثم يذكر الاصبهاني استشهاد ( عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وأمه الرباب بنت امرئ ألقيس ابن عدي . وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
لعمرك إنني لأحب دارا
تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وابذل جل مالي
وليس لعاتب عندي عتاب
وسكينة التي ذكرها ابنته من الرباب ، واسم سكينة أمينة ، وقيل أميمه وإنما غلب عليها سكينة وليس باسمها . وكان عبد الله بن الحسين يوم قتل صغيرا جاءته نشابة رماها عقبة بن بشر وهو في حجر أبيه فذبحته . .. فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره ولبته فيرمي به إلي السماء فما يرجع منه شئ ، ويقول : اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل ( ناقة صالح ). ثم يأتي أبو فرج علي ذكر استشهاد (عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الأكبر، وأمه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب(عليها وعلي أبيها السلام). وأمها فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله). والعقيلة هي التي روي ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك). ويذكر الاصبهاني أن عبد الله بن قطنه التيهاني التميمي قتل عون بن عبد الله بن جعفر . ثم يذكر استشهاد(محمد ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (عليه السلام ) وأمه الخوصا بنت حفصة بن ثقيف. قتله عامر بن نهشل التميمي .
وفي الختام لابد لنا من القول أن كتاب أبي الفرج الاصبهاني (مقاتل الطالبيين) دليل واضح علي أن كتب التراجم لم تعني فقط بتراجم أبطالها بل بوصف استشهادهم وأعمالهم العظيمة أو الخالدة في التاريخ ولاسيما منهم آل بيت النبوة الكرام شهداء واقعة ألطف (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)..
azzaman

[أبو مهدي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه المنتجبين


أخي العزيز

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[بربغي]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله

[حمود]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله

[الفرج أيها المهدي]

تسلم يا اخي العزيز على هذا الموضوع الجيد

[أبو مهدي]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[أبو مهدي]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .