ريحانة المصطفى

خاص لكتابات الأعضاء الكرام يحوي كل كتاباتهم في جميع المجالات
أضف رد جديد
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

ريحانة المصطفى

مشاركة بواسطة بربغي »

ريحانة المصطفى ... الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
قال خاتم البشرية محمد (ص) حينما استقبل أول حفيد له من نسله المبارك ، من ولد علي وفاطمة في ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة النبوية الشريفة : " أنت ريحانتي النديّة " .. وقد عاش الإمام الحسن (ع) في كنف جده المصطفى (ص) الذي كان كثير الشبه به سبعة أعوام قبل صعود روح جده إلى السماوات العلى .

ولتهيئة الظروف مسبقًا لقبول الناس بعصمتك أيها الإمام (ليس توارثا دنيويا وإنما تبليغًا سماويًا) ، كان جدك بعيد المدى عندما كان يردد في حياته الشريفة بالكثير من كنىً توافرت فيها الصفات في حضرتك .. (نستذكر منها القليل) فأنت أبو محمد ، وأنت الزكي ، وأنت السبط ، وأنت الريحانة في الجنة ، وأنت الإمام قمت أم قعدت ، وأنت السيد الكريم ، وأنت المجتبى . ولنا شواهد قرآنية كثيرة نزلت تدل على مكانة الإمام الحسن (ع) كأحد أفراد هذا البيت المبارك .. نذكر منها آية التطهير في قوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " وكذلك آية المباهلة في قوله تعالى : " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا .. إلى آخر الآية .

لقد رحل الجد العطوف (ص) .. ولحقته سريعا الأم الحنون لتبدأ معاناة أهل البيت (ع) وهو أحد أركانها في حفظ بيضة الإسلام والخروج بها من دوائر الفتن إلى بر الأمان مع أبيه الإمام علي (ع) خليفة الرسول (ص) من خلال مشاركته في الفتوحات الأفريقية وبلاد فارس إلى جانب حروب أبيه والتي تمثلت في حرب الجمل وصفين و النهروان حتى استشهاد أبيه سنة 40 للهجرة .

في تلك الفترة العصيبة المشحونة بالمفارقات السياسية والانحرافات الدينية الواضحة وحب للسلطة والجاه ، استمر الإمام (ع) في قيادته للأمة ما يقارب ستة شهور في ربوع الدولة الإسلامية (فيما عدا الشام التي كانت تخضع لحكم بني أمية آنذاك) ، عندها تعالت الأصوات الزائفة من بني أمية وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان (لع) متنكرة لأحقية خلافة الإمام الحسن (ع) من بعد أبيه لتشتري بعض النفوس الضعيفة وتوهم الآخرين بقلة الخبرة القيادية للإمام الحسن (ع) مطالبين الإمام بالتنحي عن الخلافة . فما كان من الإمام (ع) إلا أنه استعلم نفوس أصحابه فوجد أكثرها بين متخاذل وغير مدرك لما حوله من واجبات وعليه من حقوق ، عندها عقد صلح سلمي بينه وبين معاوية متضمنا شروطا متفق عليها وموثقا بعهود حفظا للإسلام وحقنا لدماء المسلمين ودون اللجوء إلى اتخاذ موقف عسكري ، ولكن هيهات أن يلتزم بنو أمية بتلك العهود والمواثيق لأنهم يبطنون غير ما يظهرون .

تذكر المصادر بأن الإمام (ع) آثر الرجوع إلى مدينة جده المصطفى تاركا الكوفة (عاصمة الدولة الإسلامية آنذاك وقبل انتقالها إلى الشام بعد الصلح) ولكن كيف استقبله الناس ؟ فمنهم من قبل بصلحه مع معاوية ومنهم من انتقده واصفا إياه ظلما بمسميات لا تليق بمكانته كإمام معصوم كتسميته " بـمذل المؤمنين .. وغيرها " وحاشاه الباري أن يكون كذلك ولكنه صبر كثيرا على هضم حقه وظلم بعض أصحابه له وهم غير مدركين بأنه قد غرس بذور الثورة على الظلم من خلال ثورة أخيه الإمام الحسين (ع) في كربلاء والتي قام بها لاحقا .. وحق فيه وفي أخيه (ع) قول جدّهما الرسول (ص) : "الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا" .

لم يهنئ عيش ولم يستقر بال بني أمية والإمام الحسن بعيدا عن أنظارهم ، وتأتيهم الأخبار بأنه معتكفا على بث روح الإسلام الحنيف وتعليم الناس ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم ، فلذا تآمروا عليه مـن خلال زوجتـه جعدة بنت الأشعث بن قيس (لع) بدس السم إليه .. وقد استشهد (ع) في السابع من شهر صفر سنة 50 للهجرة ودفن في البقيع الفرقد في المدينة المنورة .
السلام على الحسن الشهيد ... المسموم المظلوم
ومأجورين باستشهاده سلام الله عليه

بقلم الأخت أم سيد يوسف
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: ريحانة المصطفى

مشاركة بواسطة مراقب »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام على الحسن الشهيد ... المسموم المظلوم
ومأجورين باستشهاده سلام الله عليه




احسنتك اخي بربغي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
صورةصورةصورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”ركن اقلام الاعضاء“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد