المحكمه((قصه قالها الأمام علي عليه السلام))

[طفوف]

بسم الله الرحمن الرحيم
{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين}(يوسف / آية 3)
&w=600&h=400]تشغيل الفلاش من هنانلاحظ بأن الباري سبحانه وتعالى عندما انزل القرآن على قلب نبيه ذكر فيه قصص كثيرة كقصة بني إسرائيل والنبي نوح و... وهذا الأسلوب الجميل لفت نظر ذوي الألباب والعلماء وتسائلوا لماذا اختار الله جل جلاله أن يروي لنا الحوادث والوقائع على شاكلة القصص؟ فوجدوا إن الإنسان يحب سرد الوقائع على طريقة القصص؛ لذا اخترت لكم قصة قالها سيدي ومولاي علي بن أبي طالب عليه السلام لأكتبها لكم.
ينقل عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال:
كان هناك رجل استدعته محكمة وكان يجب عليه أن يذهب إليها، فخاف الرجل وقال يجب أن لا اذهب بمفردي، فقرر أن يأخذ احد أصدقائه وكان للرجل ثلاث أصدقاء، فأما الأول كان عزيزا جدا على الرجل وكان يقضي معظم أوقاته معه والصديق الثاني كان يحبه أيضا لكن ليس بالحب الكبير وأما الثالث لم تكن لديه معزة كثيرة في قلب الرجل وكان نادرا ما يسأل عنه.
فذهب الرجل إلى صديقه الأول وقال له يا صديقي أنت اعز وأحب أصدقائي إلي وأنا الآن محتاج إلى وقفتك معي في الشدائد. فقال صديقه تفضل ما تريد؟ قال له الرجل أريدك أن تأتي معي إلى المحكمة وان تساندي، فاعتذر الصديق وقال له: لن آتي معك لكن سأعطيك ثوبا لتذهب به الى المحكمة فقال له الرجل وما اصنع بالثوب بل أريدك أنت! فقال له صديقه هذا ما لدي.
فذهب الرجل الى صديقه الثاني وسرد عليه القصة وقال له أريدك أن تقف وقفة الرجال معي فقال له صديقه إني اعتذر عن المجئ معك لكن مستعد أن أوصلك الى باب المحكمة لكن لن ادخل معك. فقال له الرجل بل أريدك أن تدخل معي لتكون معي في محنتي هذه، فاعتذر الصديق وقال هذا ما لدي.
فاحتار الرجل الى أين يذهب ويطلب مساعدة من؟! فتذكر صديقه الثالث وقال لابأس بأن اذهب إليه واطلب مساعدته. فذهب إليه وقص له وقائع ما حصل معه وطلب منه أن يأتي معه الى المحكمة. فقال له صديقه الثالث لأقرّنك عينا ولا تخف أني سآتي معك الى المحكمة وسأكون معك في محنتك الى الأخير بإذن الله عز وجل.
فبكى الرجل وحزن على ما فات من عمره وانه كان في خدمة الصديقان الأول والثاني ولكن تركاه في وقت الحاجة وحيدا وأما الصديق الثالث الذي لم يكن يعره أي اهتمام وقف له وساعده.
فقال الإمام علي عليه السلام بعدما اسرد القصة:
الصديق الأول يمثل المال، فالمرء عندما يموت ويريد الذهاب الى القبر أي الى المحكمة الألهيه لايمكن للمال ان يفعل له شئ سوى ان يعطيه ثوب واحد وهو الكفن.
وأما الثاني يمثل الأهل، فالأهل عندما يموت احد منهم كل ما يستطيعون فعله هو أن يأتوا عنده الى باب القبر(المحمكة).
والصديق الثالث فهو عمله الصالح الذي يدخل معه الى قبره ويبقى معه الى يوم القيامة.
أصدقائي الأعزاء انظروا الى البلاغة والفن في سرد هذه القصة وكيف قالها الإمام للناس حتى يوصل إليهم رسالة، والرسالة هي: في يوم القيامة إذا قامت المحكمة القدسية لن ينجي المرء لا مال ولا بنون إلا القلب السليم والعمل الصالح.
وأنا اغتنم هذه الفرصة لأوصي نفسي وأصيكم بأن تتجنبوا المحرمات وان لا تقعوا أسيرين عند شهواتكم بل اجعلوا عقلكم هو الذي يحكم شهواتكم واغتنموا شبابكم فالعمر يمضي واختم ما بدأته بحديث عن سيدي ومولاي علي عليه السلام: "اغتنموا الفرص فالفرص تمر مر السحاب".(والحمد لله رب العالمين)
[/SIZE]أختكم طفووووووف

[مراقب]

الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركاتــه
اللهــم صــل علــى محمــد وآل محمــد

السلام عليك ياامير المؤمنين

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[طفوف]

بالتوفيق للجميع