تعزية من الهلال إلى المصاب
يستقبل شيعة وأتباع ومحبي أهل البيت (ع) من كل عام ذكرى أليمة على القلوب ألا وهي استشهاد الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) في واقعة كربلاء البطولة استجابة لنداء الرب بأن يقدم نفسه الطاهرة فداءًا لحفظ بيضة الإسلام على من نصبوا أنفسهم أولي الأمر على الناس بالقهر وفي الجهة المقابلة هناك المبغضين وذو النفوس الحاقدة الذين يدّعون بأنه (سلام الله عليه) قد قُتل بسيف جده لأنه خرج على الطاغية المسمى بيزيد (لعنة الله عليه) .
كلنا يعرف بأن المدة بين رؤية هلال محرم الحرام وبين مصاب سيد الشهداء عشرة أيام ، فلو أنصفنا أنفسنا باحتسابها مقارنة بأيام عمرنا فنجد أنها لا تتعدى الـ240 ساعة من أصل 8760 ساعة في سنة كاملة ... فكم منا لديه الاستعداد لكي يعيش هذه الساعات القليلة في تذكر مصائب العترة الطاهرة بدءًا من خروج الإمام الحسين (ع) مع أهل بيته والثلة المباركة من أصحابه من مدينة جده المصطفى (ص) متوجها إلى كربلاء التضحية والفداء ُمكرهًا لترك الأهل والأوطان لينال الشهادة كما أخبره بها جده (ص) .
فنحن طوال هذه الأيام القلائل نردد بألسنتنا "عظم الله أجورنا وأجوركم" أينما التقينا .. فكيف يتسنى لنا تقديم هذه التعازي من دون الإلمام ببعض الأمور لكي نضمن صعودها إلى السماء وقبولها من الباري وأهل البيت ؟؟؟ فلنلتفت جميعا إلى أن :-
·نستشعر الحزن الأليم هذه الأيام في قلب مولانا صاحب العصر (عج) لما جرى على جده من ويلات يوم الطف لأنه أخبر بالواقعة وتفاصيلها منا جميعا .
·نحي ذكر أهل البيت لقول الإمام الصادق (ع) "رحم الله من أحيا أمرنا" وبما يرضي الله من قول أو فعل .
·ترك الميول الذاتية والتوجه إلى الميل الرسالي .
·نحاول شيئا فشيئا تدارك أخطاءنا الماضية واستبدالها بنيات صادقة وبأفعالٍ لا أقوالا .
عندها فقط يتم قبول تعازينا ... ونسألكم الدعاء
مثل ما يفتح القاري بيده طيات الكتاب
شوفتك يا هلال تفتح بالقلب جرح العذاب
من أشوف أمواج نورك أشهق بعلو السحاب
شهقة العطشان لمُـن ينظر أمواج السراب
يا هلالا في الظهور تملأ الدنيا ثبور
ليس في دنيا الرزايا يبعث الحزن سواك
ليت أمي لم تلدني ليت عيني لا تراك
شوفتك يا هلال تفتح بالقلب جرح العذاب
من أشوف أمواج نورك أشهق بعلو السحاب
شهقة العطشان لمُـن ينظر أمواج السراب
يا هلالا في الظهور تملأ الدنيا ثبور
ليس في دنيا الرزايا يبعث الحزن سواك
ليت أمي لم تلدني ليت عيني لا تراك
و سؤالي لا يزال أنتقوسٌ أم هلال
للشاعر الأديب جابر الكاظمي ..
قام بتأديتها الرادود الحسيني
باسم الكربلائي
بقلم : أم سيد يوسف