عاشوراء الإمام الحسين ( إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة )
وها نحن من جديد نطوي عامًا بكامله لينتهي عند شهرٍ محرمٌ فيه البدء بالقتال (وليس الدفاع عن النفس وما نملك من ماديات) ... فهل يا ترى هل أرضينا الخالق بطاعتنا له والمخلوق بحسن تعاملنا معه أم أسخطناهما ؟ وكيف الخلاص ؟؟؟
فيأتي النداء جليًا من الرسول الأعظم ليذكرّنا بأنكم ستستقبلون شهرًا محرمًا آخر .. ويبقى السؤال يتردد على ألسنتنا " إذًا من الذي ُسفك دمه وهُتكت حرمته ومن دون وجه حق " ؟؟؟
فيخبرنا الرسول الأعظم محمد (ص) إنه ولدي الحسين (ع) الذي مرارا وتكرار نوه الأمة بمنزلته العظيمة عند رب العزة حيث يقول (ص) : في الليلة التي ُأسري بي إلى السموات العلى وجدت على ساق العرش مكتوبا عليه " إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة " .
وليستضيء دربنا العلمي بالمعرفة والعملي بالتطبيق ، تعالوا معي لنتجول سريعا في مدلولات كلمات هذا الحديث المبارك :-
" إنّ "تفيد التأكيد كما هو متعارف عليه في لغتنا العربية الجميلة ولا مجال لنكران موقعها لغويا كما وردت .
" الحسين "هو ابن علي المرتضى وأمه فاطمة الزهراء وجده محمد المصطفى (عليهم السلام ) .
" مصباح "هدية من رب العزة والجلالة لشيعة أهل البيت وهم ثلة قليلة حيث يقول الرسول (ص) : " أحب الله من أحب حسينا " .
" الهدى "وهو المعبّر عنه بالهداية التي يجب على الإنسان أن يبحث عنها في قلبه وليس في أركان البيت أو الطرقات .
" سفينة "من منا لا يحب السفر والتجديد من بعد فترة مخاض لطول عمل أو لفترة عصيبة مرت في حياته ، فها نحن مثقلون بأوزارنا التي نحملها على ظهورنا من ذنوب وآثام وعندهاتأتي سفينة الإمام لنركب فيها ونطلب النجاة والخلاص .
" النجاة "وتأكيدا على سلامة وصولنا يأتي الإمام الصادق (ع) ليبشرنا بقوله :كلنا سفن النجاة وسفينة الحسين أوسع وفي لجج البحار أسرع.
والآن قد وصلنا لبر الأمان ... فما نحن فاعلون ؟؟؟ عندها انقسمت النفس البشرية بين صامد ومتخاذل .
فأمر الله تعالى خليفته في الأرض بأن يحق الحق ويزهق الباطل ، فقام الإمام بثورته الخالدة ومن بعد استشهاده (ع) قيل للإمام زين العابدين (ع) من المنتصر ؟ فقال (ع) :إذا دخل وقت الصلاة وسمعت الأذان ستعرف من هو المنتصر . ولذا قيل : " الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء"مهما تعالت الصرخات الزائفة .
فهل بعد كل هذا يستحق هذا العابد الزاهد زهق روحه الطاهرة وهتك حرمه لا لذنب اقترفه ، ولكن لأحقاد سرت في قلوب مبغضيه من صلب إلى رحم جيل بعد جيل لاعترافهم " إنما نقاتلك بغضًا منا لأبيك " !!!
نسأل الباري التوفيق للسير على نهج محمد وآل محمد ... وعظّم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
بقلم : أم سيد يوسف