الغدير (عيد الله الأكبر وعيد آل محمد عليهم السلام )
سـُئـل الإمام الصادق عليه السلام : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والفطر والأضحى ؟ قال نعم: أعظمها حرمة ، قال الراوي : وأي عيد هذا ؟ قال (ع) : اليوم الذي نصب فيه رسول الله (ص) أمير المؤمنين (ع) وقال : " من كنت مولاه .. فعلـّي مولاه " ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة النبوية .فهنيئا للبشرية جمعاء بهذا العيد .. وكيف لا يكون عيد الله الأكبر وقد أخذ الله تعالى على عاتقه بأنه لم يبعث نبيا إلا وبعث بعده وصيا لحفظ الأمانة الكبرى ألا وهي أن لا تخلو الأرض من حجة إلى أن تقوم الساعة .
وقد وردت أسماء لهذا اليوم العظيم .. فهو في السماء "يوم العهد المعهود " وفي الأرض " يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود " .
المرء عادة تميل نفسه إلى الفرح وينتهز أية مناسبة ليعبـّر عما بداخله من شعور بالسرور بأعمال كثيرة .. ولكن يبقى السؤال كيف لنا أن نهيئ هذه النفس بالقيام بما يرضي الله واجتناب ما نهانا عنه ( ولو ليوم مبارك ومشهود ) .
أهل البيت عليهم السلام لم يتركوا لنا مجالا لشك أو ريبة أو عدم التفاتة .. وإنما أقوالهم مقترنة بأفعالهم أينما تواجدوا لخير الأمة فردا وجماعات.
كثيرة هي الأعمال التي ورد ذكرها في الكثير من المصادر في هذا اليوم .. ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، لذلك أوجز ما ذكرته المصادر والروايات عن أهل بيت العصمة (ع) في الآتي :-
الغسل ، الصوم ، زيارة أمير المؤمنين (ع) ، صلاة ركعتين مع قراءة دعاء بعد الانتهاء من السجود (راجع مفاتيح الجنان للحاج الشيخ عباس القمي) ، قراءة دعاء الندبة ، .. ولعل أكثر ما يقّـرب العبد من الله ويقضي حوائجه هي التهنئة للإخوان ومؤاخاتهم في هذا اليوم الشريف ، وتكون المؤاخاة بين المؤمنين كالآتي : " يضع المؤمن يده على يد أخيه المؤمن ويقول : آخيتك في الله ، وصافيتك في الله ، وصافحتك في الله ، وعاهدت الله وملائكته ، وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة ، وأُذن لي بأن أدخل الجنة ، لا أدخلها إلا وأنت معي . فيقول الآخر : قبلت . ثم يقول المؤمن الأول : أسقطت عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا الشفاعة والدعاء والزيارة .
نسأل الله تعالى في هذا اليوم المبارك الخير والبركة وقضاء الحوائج ( ولا سيما تعجيل الفرج لمولانا صاحب العصر عج) بالظهور والنصر المبين للأمة الإسلامية على يده المباركة وبمشاركة من محبي محمد وآل محمد .
نسألكم الدعاء