خاطرة خروج الجموع مع خروج الإمام الحسين ( عليه السلام )
كم هي فرحة المؤمن عندما يأذن الله له بحج أو عمرة إلى بيته الحرام ومن بعده زيارة الرسول الأكرم محمد (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) لقول الرسول (ص) : "من أتى مكة حاجاً ولم يزرني إلى المدينة جفاني، ومن جفاني جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة" .
أيام قلائل (وإن طالت بعض الشيء) يمضيها الزائر ضيفا على الله وعلى رسوله ليغتنم المكاسب الدنيوية منها والأخروية ليأتي الوداع المرير لحظة الخروج . تلك كانت مشاعرنا ونحن نغادر تلك البيوت المقدسة الطاهرة بطهارة نفوس وقلوب أصحابها الميامين من آل طه ويس .
خرجنا ونحن نشارك سيدنا ومولانا أبي الأحرار الإمام الحسين (ع) عندما خرج من وطن جده ملبيا داعي الله للشهادة في سبيله ، شعرنا بأننا كنا مع رحله وركبه المبارك في اليوم الثامن من ذي الحجة سنة 60 هجرية .
عندما نتذكر حوار الإمام الحسين (ع) في كلمات توديعه مع جده المصطفى قبل خروجه إلى كربلاء ، يصاب المرء بحزن عميق ويتمنى في لحظته لو أنه كان حاضرا للنصر والشهادة بين يديه عليه السلام (وهذه مقتطفات سريعة لأبيات من قصيدة أحرم الحجاج - ملحمة كربلاء ، للشيخ حسن الدمستاني البحراني المتوفى سنة 1181 هــ - تغمده الله برحمته) :-
ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح
علـّني يا جد من بلوى زماني أستريح
ضاق بي يا جد من فـّـرط الأسى كل فسيح
فعسى طود الأسى يندك بين الدكتين
جد صفو العيش من بعدك بالأكدار شيب
وأشاب الهم رأسي قبل أبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب
ونداء بافتجاع يا حبيبي يا حسين
أنت يا ريحانة القلب حقيق بالبلا
إنما الدنيا أعدت لبلاء النبلا
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا
فاتخذ درعين من صبر وحزم سابغين
وصلنا إلى الوطن العزيز حاملين معنا ذكريات لا تنسى .. مقبلين على سنة هجرية جديدة بدخول شهر محرم الحرام .. وما أن أقبلنا حتى لاحت لنا تلك الأعلام السود من مختلف مناطق البلاد تدعونا لتهيئة القلب والنفس والمشاركة الفعالة مع أهلنا وإخواننا من محبي أهل البيت لإحياء ذكرى عاشوراء الطف ..
فهنيئا لنا ولجميع من وفقهم الباري لنصرة محمد وآل محمد بزيارة مراقدهم الشريفة ومشاركتهم في الأفراح والأحزان ونسأل الله قبول اليسير والعفو عن الكثير .
نتقدم بالتعزية الحارة لمولانا صاحب الأمر الإمام الحجة بن الحسن (عج) ولمراجعنا الكرام ولجميع المسلمين وبالخصوص شيعة محمد وآل محمد بحلول شهر محرم الحرام وذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)
السلام على الحسين وعلى علـّي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين (ع)
مأجورين ... ونسألكم الدعاء
********************
بقلم : أم سيد يوسف