مخزون ما بعد العشرة الأولى من محرم الحرام
عندما يتأمل المؤمن ويتوسع في تفكيره في بركات أهل البيت (ع) فإنه حتما سيتوصل إلى امتداد تلك البركات والخيرات إلى ما لا نهاية سواء كانت في سعة رزق أو دفع بلاء (من بعد مشيئة الله) أو قضاء حوائج أو شفاء أمراض .. وغيرها .
فلنأخذ مثالا حيا ألا وهو الصيام في شهر رمضان ، فنحن حينما نتناول وجبة السحور نطمح بأن تكون هذه الوجبة تبقى مخزونا لأجسامنا خلال النهار لنقاوم بها العطش والجوع . وكذلك هو الحال عندما نذهب لحضور مجالس العزاء وبالخصوص في العشرة الأولى من محرم الحرام ، فإننا نختزن في عقولنا وقلوبنا الكثير من المبادئ والمعلومات والأفكار النيّـرة التي تبقى في ذاكرتنا لبضع من الوقت ، حتى تتلاشى شيئا .. فشيئا (والأسباب كثيرة) ، ولكنها لا تزول ببركات التوفيق من الله تعالى وأهل البيت (ع) .
إذا ما هو ذلك المخزون الذي يجب علينا أن نحافظ عليه ولمدة أطول ؟؟؟
في أغلب الأحيان الإجابة على هذا السؤال تكون صعبة بعض الشيء لأنها تتنوع بين تلقي المعلومات ، التحام المؤمنين وتكاتفهم ، اجتماع الناس لحضور المجالس الحسينية والفعاليات المتعددة ، القيام ببعض الأعمال والمساعدة في المآتم ، الصبر في بعض المواقف ، بذل الأموال ، تقسيم الوقت .... الخ . ولو نظرنا إلى تلك المهمات فإننا نجدها على أشدها والكل مطالب بالتنافس .. وليس التفاخر !!!
وبمجرد الوصول إلى الذروة في اليوم العاشر ، حتى نتراجع إلى الخلف ربما خطوة أو خطوات .. لنعود إلى سابق عهدنا وممارسة حياتنا الطبيعية والتي لا غبار عليها ولكن ينقصها تلك المميزات التي اتصفنا بها ولازمتنا طوال ما يقارب عشرة أيام .. ولكن مما لا شك فيه بأن هذه البركات حتما لا تزال موجودة وتبحث عن من يواصل الدرب فيها .
فيا أحبتي لا تنقضوا هذه المعاهدة بينكم وبين الله وأهل البيت (ع) واحتفظوا ولو بجزء يسير من تلك البركات التي لا يستغني الفرد منا عنها في مواصلة دربه في الحياة في كل وقت وفي كل موقع جيلا بعد جيل .
بقلم : أم سيد يوسف