شهر رمضان .. شاهد لك أم عليك ؟
قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينـّات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعـدّة من أيام أخر يـُريد الله بكم اليسر ولا يـُريد بكم العسر ولتكملوا العـدّة ولتكبـّروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون". صدق الله العلـّي العظيم (سورة البقرة - آية رقم 185) .
يستقبل المسلمون في كل عام ضيف يزورهم في الشهر التاسع من الأشهر الهجرية .. إنه شهر رمضان الذي فرض الله فيه الصيام على كل مسلم عاقل ، بالغ ، مميـّز وقادر وليس له عذر لا يستطيع معه الصيام .. وهم بدورهم يتلهفون لرؤية هلاله المبارك أملا بأن الله يبلغـّهم صيام نهاره وقيام ليله عملا بما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله : إذا رأيت هلال شهر رمضان ، فلا تشر إليه بالأصابع ، ولكن استقبل القبلة ، وارفع يديك إلى السماء ، وخاطب الهلال وقل : ربي وربك الله ربّ العالمين . اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والمسارعة إلى ما تحبّ وترضى. اللهم بارك لنا في شهرنا هذا ، وارزقنا عونه وخيره ، واصرف عنا ضرّه وشرّه ، وبلاءه وفتنته .
يشترك الجميع بأن الشهر قد أطل بأيامه عليهم .. ولكن يختلفون في كيفية استقباله وإحيائه . فلنفترض أن حوارا دار بين اثنين (وشهر رمضان المشترك بينهما بأيامه ولياليه) ، لنعرف أين نقف نحن من هذا الحوار .. وكل مسلم مدعو ليضع نفسه في المكان الذي يناسبه من دون تكلف وإنما رغبة في الوصول إلى ما يطمح من صيامه وصولا إلى ما يرضي الرحمن .
المشترك : أواخر ليالي شهر شعبان
الشخص الأول : أنا بانتظارك يا شهر رمضان .. شهر الخير والبركات والعبادة والطاعات .. متى سيهل هلالك ؟
الشخص الثاني : حقا نحن مقبلون على "رمضان" !!! أهلا بقدومه .. سأوصي الأصدقاء بأننا على موعد بنوم نهاره وسهر في لياليه مع من عقدنا العزم أن نكون عبيدا له ( ألا وهو الشيطان ومجالسة أتباعه بين الغيبة والثرثرة تارة واللهو واللعب تارة أخرى ) ليستمر الحال طوال الشهر .
المشترك : هـّـل الهلال .
الشخص الأول : يقف خارجا منتظرا هلال الشهر الفضيل ويدعو الله أن يعطيه العافية ليتمكن من صيامه .
الشخص الثاني : يسأل من حوله متى نبدأ بالصيام ؟
المشترك : بدأت الأيام الأولى بلياليها المباركة .
الشخص الأول : اغتنم اليوم الأول لإحيائه بالصلاة وقراءة القرآن والعبادات .
الشخص الثاني : صائم نهاره .. ولكن غافلا عن بركات إحيائه .
المشترك : مناسبات عديدة تقع في لياليه .
الشخص الأول : قارئا ومتابعا للأحداث وقت وقوعها .
الشخص الثاني : يسمع بها ممن حوله !!!
المشترك : تتناصف لياليه وأيامه .
الشخص الأول : لقد انقضى نصفه على خير .. ويسأل الله بلوغ النصف الآخر .
الشخص الثاني : الحمد لله انقضى النصف الأول .. وبقي النصف الآخر !!!
المشترك : العشر الأواخر من لياليه المباركة .
الشخص الأول : اللهم بلغنا ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر كما ورد في القرآن الكريم .
الشخص الثاني : بتثاقل يحاول أن يـُحي الليلة .. (ليتذكر بأنه على وشك الانتهاء من الصيام خلال عشرة أيام) !!!
المشترك : وصلنا الليلة الأخيرة من الشهر .
الشخص الأول : يتحسر على انقضاء لياليه بهذه السرعة ويتمنى بأن يطول أكثر من غيره من الأشهر لينعم ببركاته .
الشخص الثاني : ينتظر الإعلان عن ليلة عيد الفطر المبارك !!!
الخلاصة : الاثنان شهدا بلوغ الشهر بفضل من الله في خير .. ولكن كل واحد منهما قد أنجز عمله وما يتناسب ومعتقداته !!!
ويبقى السؤال للجميع : هل سيكون شهر رمضان شاهدا لك أم عليك ؟؟؟ بالرغم من أننا نشهد هذه الظواهر السلبية التي تتكرر سنويا أمام أعيننا ، ولكن من يجرؤ على تغيير ما يجب تغييره وصولا إلى حياة أفضل .
رسولنا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلـّم) وأهل بيته الأطهار ومن تبعهم بإحسان إلى قيام الساعة كانوا ولا يزالون منارا للعمل الصالح والتوجيه والنصيحة وبالخصوص في شهر رمضان المبارك .. ولا سيما مجالس الذكر التي ندعو الله أن تدوم على الجميع لتكون ذكرى خالدة تنير الدرب للأجيال القادمة ، وكما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله : "إن أبــواب السمـاء تـُفتح في شهر رمضان ، وتـُصفـّد الشياطين ، وتـُقبل أعمال المؤمنين ، نعم الشهر شهر رمضان " .
نسأل الله لنا ولكم بلوغ الشهر الفضيل في خير وعافية في أبداننا ويسرا في أمور معاشنا .
بقلم : أم سيد يوسف
بقلمي : شهر رمضان .. شاهد لك أم عليك؟؟؟
-
- عضو جديد
- مشاركات: 937
- اشترك في: الجمعة مارس 13, 2009 12:31 pm
الموجودون الآن
المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد